مقالات : علم النفس
‏إظهار الرسائل ذات التسميات علم النفس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات علم النفس. إظهار كافة الرسائل
 تقديم عام حول تطور علم النفس

تقديم عام حول تطور علم النفس

 

الأستاذ : الركيبي محمد

المادة : مدخل إلى علم النفس

الفصل الأول ( علم الاجتماع

 

ماذا نقصد عادة بكلمة " علم النفس " ومن هم علماء النفس؟ وكيف يدرسون موضوعاتهم ؟


ليس من السهل تعريف علم النفس ، ولكن التعريف الأكثر بساطة، والذي يبدو أن أغلب علماء النفس يتبنونه ، يركز على اعتبار علم النفس بشكل مبدئي هو " الدراسة العلمية للسياقات النفسية "

وقد ظهر علم النفس بشكله العلمي في أواخر القرن التاسع عشر مع " فونت " 1 wilhelm wundt ، الذي أكد في دراسته على الأسس الفسيولوجية ، في كتابه " مبادئ علم النفس الفسيولوجي " " éléments de psychologie physiologique " مركزا في أبحاثه على الجهاز العصبي وعلى دراسة " الإحساس " و " الإدراك " باستعمال المنهج التجريبي 2 فقد كان هذا هو المنطلق العلمي لدراسة علم النفس وأصبح نموذجا يحتذى به وانتشر بعد ذلك على نطاق واسع .

أما النصف الأول من القرن العشرين فقد شهد صراعا شديدا بين أنصار مدرسة التحليل النفسي التي يمثلها " سيجموند فرويد " ومؤيدي المدرسة السلوكية التي يتزعمها واطسن وسكينر ، حيث يرى التحليل النفسي أن وجودنا مسيطر عليه بواسطة عمليات نفسية لاواعية ، وإذا أردنا بلوغ حياة نفسية سليمة فانه يلزمنا معرفة هذه الصراعات اللاواعية ثم حلها بعد ذلك عبر جلسات التحليل النفسي ، بينما تعتمد المدرسة السلوكية منظورا مخالفا بشكل تام للتحليل النفسي . فالتيار المعتدل للسلوكية والمسمى " بالسلوكية المنهجية " يرى بأنه ، حتى لو افترضنا وجود شيء اسمه " النفس " فان دراسته غير ممكنة ،

1 - حسب معجم علم النفس والطب النفسي صفحة 4243 فونت ، ويلهلم ماكس ، علم نفس ألماني وعالم فسيولوجيا ( 1832- 1920) ، ولقد أصبح مؤسس علم النفس التجريبي حين أنشأ أول مختبر رسمي في علم النفس في ليبزج حيث استخدم الطرق الاستبطانية والسيكوفيزيقية في موضوعات متنوعة وشتى بما في ذلك زمن الرجع ، وتداعي الكلمات ، والانتباه ، والحكم والانفعالات . وقد كان رجلا ذا عقلية موسوعية فنشر أعمالا هامة وبارزة عن تاريخ علم النفس وأصوله ، وعن المنطق والأخلاق والتفسير السيكولوجي لمعطيات التاريخ والانثروبولوجيا .

2 حسب المرجع السابق 2178 فان الطريقة أو المنهج مصطلح يستخدم بصفة عامة ليشير إلى وسيلة محددة توصل إلى غاية معينة ويستخدم في المجال العلمي بمعنى الخطة المنظمة والتي تشمل العديد من العمليات الحسية والذهنية للوصول إلى قاعدة أو قانون أو البرهنة على صحة فرض أو خطئه . والطرق أو المناهج المستخدمة في البحوث العلمية عديدة ومتنوعة بحسب موضوع الدراسة ولذا يقال أن الطريقة أو المنهج يكون موضوعيا وصحيحا كلما تطابق مع الموضوع المدروس .

 

 

وما نستطيع ملاحظته هو السلوك الظاهر ، بينما يرى التيار السلوكي الراديكالي ، والذي انتشر بفضل " سكينر " skinner بأن الشخصية والحرية والمسئولية الشخصية وغيرها من المفاهيم التي نستعملها بشكل دائم ليست سوى نتيجة للتدعيم الناتج عن التعلم .

إن التصور الاختزالي لهاتين المدرستين : التحليل النفسي والسلوكية اللتان تعتبران أن الفرد خاضع إما لدوافعه و غرائزه الداخلية " مدرسة التحليل النفسي " أو لضغوطات المحيط " المدرسة السلوكية " ، هو ما دفع بمجموعة من علماء النفس لخلق تيار جديد يطلق عليه " التيار الإنساني " أو علم النفس الإنساني psychologie humaniste الذي يتأسس على اعتبارات إنسانية ، ويركز على حرية الفرد ، وعلى دراسة العمليات النفسية التي تندرج في إطار الجانب الصحي والعادي من الشخصية . ومن أهم رواد هذا التيار " كارل روجرز " و " ابراهام ماسلاو " وقد كان لهما أثر كبير في مجالات العلاج النفسي والعمل الاجتماعي .

وبعد الحرب العالمية الثانية ، انضم مجموعة من الباحثين السلوكيين ، ومن التحليل النفسي لتشكيل تيار جديد في علم النفس وهو " التيار المعرفي " وذلك رغبة منهم في اتباع منهج علمي رصين وأكثر صرامة لدراسة الظواهر النفسية ، وقد طغى هذا الاتجاه تدريجيا على الساحة العلمية ، كما اندمج هذا التيار مع مجموعة من التخصصات العلمية الأخرى لتشكيل ما يسمى " بالعلوم المعرفية " كاللسانيات وعلوم التواصل وعلم النفس العصبي و الانثروبولوجيا .

وفي الثلاثين سنة الأخيرة برز تطور كبير في الحقل السيكولوجي ويتجلى ذلك فيما يلي :

  1. ظهور فروع وتخصصات حديثة

  2. تجديد لمقاربات قديمة

  3. تقارب بين تيارات كانت متضادة فيما قبل

1- ظهور وبروز تخصصات حديثة :

ظهور علم النفس التطوري " psychologie évolutionniste " حيث يرى هذا الفرع أن أغلب سلوكات الأفراد تفسر بنظرية التطور . وهذا الفرع من علم النفس يجمع ، إضافة إلى علماء النفس ، علماء البيولوجيا و الوراثة والانثروبولوجيا .

وظهور علم النفس التكاملي" psychologie intégrative " الذي يحاول دمج مختلف التيارات النظرية والتطبيقية في علم النفس لاقتراح معرفة شاملة بالفرد قدر الإمكان ، وهي محاولة صعبة خاصة إذا علمنا أن الكائن البشري يتكون ، في نفس الوقت ، من عواطف ونوازع ومعارف وسلوكات ويعبر عن ذاته على مستويات مختلفة : بيولوجية وعلائقية وثقافية .

2- تجديد لمقاربات سابقة :

- علم النفس العصبي neuropsychologie وقد تجدد بشكل كبير بفضل التقدم التكنولوجي ، حيث أصبح العلماء بفضله أكثر معرفة ودراية بما يحدث في الدماغ حينما يقوم الفرد بنشاط ذهني أو تفكير في حل مشكلة معينة .

- علم النفس الوجداني : la psychologie des émotions وقد كانت مواضيعه مقصية من البحث العلمي فيما قبل خاصة مع بروز علم النفس المعرفي ، إلا أنها شهدت مؤخرا عودة كبيرة إلى الساحة العلمية لعلم النفس ، إلى درجة أن بعض الباحثين يرى أن علم النفس الوجداني - سيخلف علم النفس المعرفي وسيحل محله - ويتجلى ذلك في تصاعد تأثير علم النفس الإنساني منذ بداية الثمانينيات. ومع بداية القرن الواحد والعشرين فان النظرة التفاؤلية للإنسان أفرزت تيارا جديدا في علم النفس يعرف بالتيار الايجابي أو علم النفس الايجابي .

3- التقارب بين تيارات كانت متعارضة سابقا .

من بين التيارات أو مجالات علم النفس التي كانت متعارضة سابقا نجد علم النفس الاجتماعي الذي يدرس التأثير المتبادل بين الفرد ومحيطه الإنساني ، وعلم النفس المعرفي الذي يدرس العمليات الذهنية للفرد يلتقيان ويتوحدان ليكونا ما يطلق عليه علم النفس المعرفي الاجتماعي la sociocognitivisme " الذي يدرس السياقات المعرفية المتضمنة في التفاعلات الاجتماعية .

كما نجد أن التيار المعرفي والمدرسة السلوكية ، رغم تناقضهما ، يلتقيان في إطار العلاج النفسي وذلك من خلال فرع جديد في العلاج النفسي يطلق عليه " العلاج المعرفي السلوكي " la thérapie cognitivo-comportementale . كما أن التناقض المعروف بين علم النفس الاجتماعي وعلم النفس الفردي ، بخصوص تأثير السمات الفردية على الشخص بغض النظر عن المحيط الاجتماعي، تمت مراجعته وأخذ بعين الاعتبار دور المحيط الاجتماعي للفرد ومساهمته بشكل واضح في سلوكه ، حيث ركز العلماء على دراسة التفاعل بين الشخص والموقف من أجل فهم السلوك .



العلاج النفسي الادلري

العلاج النفسي الادلري

 بما ان مدرسة  ادلر الفردية تفسر السلوك البشري على انه حركة مستمدة من النزعة الى القوة  والعلو والسيطرة , وان فشل تاكيد الذات يؤدي الى الشعور بالنقص الذي يدفع بالفرد الى التعويض عنه بالبروز والتقدم في نواح اخرى ... , وان  فشل التعويض واحباط كل  محاولات ازالة  الفشل  تؤدي اخيرا الى تكوين  (عقدة النقص) .., فان المرض  النفسي العصابي ناتج عن عقدة النقص هذه ...

فالعلاج النفسي الادلري يتحرى  في ذات الانسان عن طموحاته  ونواقصه ومشاعره تجاهها , ثم محاولة مساعدته على التغلب على مواطن الضعف او التعويض عنها بغيرها , .. او عدم تضخيمها والمبالغة فيها الى حدود الشدة والقسوة على النفس وتفتيت عزمها . العلاج النفسي الادلري يحاول اثناء جلسات العلاج مخاطبة العقل الواعي في الانسان ليدله على مواطن الضعف فيه , ثم ياخد بيده الى حيث يشعر انه لا يزال بامكانه استرجاع قابلياته .. , او انه قوي متمكن لم يفقد القدرة على العلو بالذات واشباع طموحها وارضائها . وقد لقيت هذه الطريقة في العلاج النفسي رواجا في المجتمع الامريكي الذي يشجع تلك الميول الذاتية نحو اثبات الشخصية وحريتها .

العلاج النفسي التحليلي  (اليونجي)

العلاج النفسي التحليلي (اليونجي)

يعتمد هذا العلاج التحليلي على نظرية (يونج) في علم النفس والتي تعتبر الثانية من حيث العمق والتأثير في الفكر النفسي المعاصر _ إذ يؤكد يونج على أهمية الكبت واللاشعور في تكوين الشخصية الإنسانية، لكنه «يتعمق » في اللاشعور أكثر من فرويد ويفترض وجود لا شعور «عالمي» أعمق من مستوى اللاشعور «الشخصي» ، وهو بمثابة العقل «الاثري» الذي تشترك فيه جميع أجناس وسلالات البشر ودعاه باللاشعور الجماعي . وبهذا العقل السلالي استطاع يونج أن يفسر ظواهر عقلية غريبة يتقاسم فيها البشر في شتى بقاع الأرض وخاصة في قضايا الغيبيات ، والتصوف والميتافيزيقيا لم تتناولها أية نظرية نفسية أخرى بهذا الشكل من التفسير العلمي.
ولا يعلق يونج أهمية كبيرة على تجارب الطفولة بقدر اهتمامه بجميع الأحداث التي يمر بها الإنسان طيلة عمره _ وحتى الممات . أما الأحلام فيعارض فيها فرويد ويقول إن الحلم ليس التعبير الرمزي للنوازع المكبوتة في اللاشعور ، بل إنه التعبير الكامل والمباشر لذلك اللاشعور . فاسلوب يونج في التحليل النفسي يشابه التحليل النفسي الفرويدي فيما عدا بعض الاختلافات في «الاستراتيجية والتفسير» .
تعقد الجلسات بمعدل مرتين في الأسبوع وعلى مدى سنة أو أكثر بقليل ، ولا يستلقي المريض عل الأريكة بل يجلس بمواجهة المحلل ويشاركه الحوار وبأقل ما يمكن من تداعي الأفكار الحرة . ويركز المحلل على تحليل الأحلام قبل أي شيء ، أو على الأحداث والمشكلة الحالية وليس على تجارب وغوامض الماضي والطفولة _ أي بغض النظر عن المكبوت والالتفاف إلى الحقيقة الحالية الخارجية وبفحوى الحلم . فالحلم عند يونج لا يحتاج إلى تفسير بقدر ما يحتاج إلى قراءة مباشرة مثلما نقرأ الخط الهيروغليفي . فملخص الأسلوب العلاجي اليونجي بعد جمع وتنسيق المعلومات التحليلية هو الدعم والتشجيع الواقعي من ناحية ، مع استكشاف ميتافيزيقي لعالم الرؤيا الزاخر بنوازع الإنسان . وفي اعتقاد يونج أن المرض النفسي ظاهرة لكفاح داخل اللاشعور السلالي من أجل حياة اجود ووعي أسمى.
التحليل النفسي الفرويدي

التحليل النفسي الفرويدي

أول علاج نفسي حديث كان من ابتكار فرويد ، رغم أنه لجأ أولا إلى استخدام التنويم المغناطيسي تم تركه . لذلك فهو خير مثال وادقه لما يجرى خلال العلاج النفسي ، كما أنه سيساعدنا على تفهم ومقارنة واختصار شرح بقية العلاجات النفسية .
  بعد إجراء الفحوصات والمقابلات الأولية والتأكد أن المسألة مشكلة نفسية جديرة بالتحليل النفسي ، تبدأ جلسات التحليل بحضور المريض إلى غرفة المعالج ليستلقي مسترخيا على أريكة معدة لهذا الغرض ، ويتمدد على ظهره ووجهه إلى الأعلى . ويجلس المعالج خلفه وإلى الجانب قليلا _ أي بعيداً عن نظر المريض المباشر . ويكون اسلوب التحليل هو التفكير الاسترسالي الحر بصوت مرتفع (مسموع) ، أي أن يتحدث المريض ابتداءً من أي موضوع أو قضية مناسبة يختارها المحلل ، فيذكر أية خاطرة وفكرة ترد إلى ذهنه دون خجل وتردد. وقد يكون موضوع الحديث حلما تراءى للمريض قبل ليلة أو أكثر ، أو يكون حلما تتكرر رؤياه كما هو أو بتحويرات طفيفة ، وهكذا يتشعب الحديث إلى جوانب وأبعاد غير متوقعة من المريض .
  إن تداعي الأفكار الحر  free association  هذا يكشف الكثير من الدوافع والانفعالات والاتجاهات المكبوتة . ولا يتدخل المحلل في التعليق إلا قليلاً بحيث يكون دوره في الكلام قليلا ومحدودا ، لكنه ايجابيا من حيث التوجيه الخفي إلى الأمور والمواضع الحساسة التي يراها متعلقة بمشكلته . ولا شك أن الاسترسال الحر في الكلام يلقى صعوبات وعقبات لأن كثيراً ما تكون الأفكار الآنية فاضحة أو معيبة أو قبيحة في نظر المريض فيتردد في قولها ويقاومها عقله الواعي (العقل الاجتماعي المؤدب) ، إذ كيف يمكنه مثلا أن يصرح أنه يتمنى لو ماتت أمه المصابة بمرض عضال بينما الواجب والاعتبارات تحتم عليه أن يكن لها الحب ويصمد على علاجها ورعايتها ؟ في جلسة التحليل النفسي على المريض إذن أن ينزع عنه أقنعة المجاملات والعادات الاجتماعية الكاذبة ويصدق مع نفسه ومع المعالج.
ولا شك أن الاسترسال الحر في الكلام يطلق الأفكار من مخابئها ويفك عقالها ، وتتوطد بين المريض والمحلل أواصر الثقة والود والعطف . عندئذ يحتل المعالج صورة خيالية في وجدان المريض وهي أنه أصبح بمثابة ومقام أحد والديه عندما كان طفلا  ، فيحول المريض انفعالاته المختلفة واستجاباته من كره وحب وغضب ونفور إلى المحلل ، وهذا هو «التحويل»
في أي علاج نفسي transference . إن التحويل النفسي لا مفر منه ، ولو أنه يختلف بدرجاته وعمقه في مختلف العلاجات النفسية. وعن طريق التحويل هذا تنتقل عملية التحليل النفسي إلى مرحلة إيجابية وسريعة، وما يدعى بالود والتعاطف rapport  بين المعالج و المريض هو دليل التعاون والثقة المتبادلة ، وهو ضروري لإكمال العلاج لأنه يمكن أن يتقطع أو يتوقف ويفشل لو استمر المريض على نفوره من العلاج أو كرهه للمحلل، وهو تحويل سلبي . 
 وتستمر الجلسات بمعدل 4_5 مرات في الأسبوع ولمدة (50) دقيقة لكل جلسة . وتستمر الاعترافات والتصريحات أو (التفريغ) من اللاشعور إلى الشعور لتكشف عن المكبوت و «تطهر» اللاشعور تدريجياً . وتمضي الشهور والمحلل النفسي يجمع معلوماته بارتياد مجاهيل عقل المريض الباطن وماضي وطفولة حياته فينسقها ويعلق عليها بتفسيره العلمي للآليات والقوى والدوافع. ويستمر العلاج سنتين في الأقل ، وقد يمتد إلى ثلاث واربع حسب مقتضيات الحاجة وعمق التحليل ووضوح مسببات المرض.
وتعتقد المدرسة الفرويدية أن الإنسان الذي يدرك ويعي سر العوامل التي تضافرت على تكوين اتجاهاته وانفعالاته واستجابات شخصيته ، يتمكن بعدئذ من السيطرة عليها أو التعامل معها علانية بعد أن يعيد تنظيم سلوكه واتجاهاته ، وبذلك تنفرج الأزمة وتنحل العقدة ويشفى المريض من علته النفسية.
إن التحليل النفسي للاعماق يعتمد في أسلوبه العلاجي على فلسفة «مواجهة» اللاشعور بعد كشفه والصراحة في التعبير عنه . ويقول فرويد في ذلك أن «الجيد هو عدو الاجود » _ أي أن الحلول الوسط لا تنفع المريض . كذلك تمتاز هذه النظرية باعتماد اللاشعور والكبت والجنسية الطفولية محاور لتفسير المرض النفسي ثم علاجه بطريقة تداعي الأفكار الحر.  ونلاحظ هنا كيف أن المحلل يتوارى خلف المريض ويقوده من وراء الستار وباسلوب ثانوي إلى الإطلاع والتوعية بجذور شخصيته منذ الطفولة وعلاقته مع والديه. ويتضح من هذا الأسلوب أنه شاق وطويل ويحتاج إلى صبر ومثابرة وتتبع ، وإلى زمن طويل وإلى تكاليف مالية ضخمة، كما أنه محدود بعدد قليل من المرضى..
أنواع وأساليب العلاج النفسي

أنواع وأساليب العلاج النفسي

بين أعمق واطول العلاجات النفسية ( وهو التحليل النفسي الفرويدي ) .. إلى أكثرها سرعة وسطحية ، نجد انوعا متعددة لأساليب العلاج النفسي ، سنعددها جميعاً . أما الزيارة أو الجلسة الواحدة _ أو بضع جلسات _  التي تجرى مع الطبيب النفسي في عيادته ، كما نعرفها في المغرب والبلاد العربية عامة ، فلا تعتبر علاجا نفسياً بالمعنى العلمي الصحيح ، بل إنها  " استشارة " خاطفة أو عابرة لا تخلو من فائدة ولكنها ليست بعمق ومدى العلاج النفسي.
وللسهولة ، يمكن تقسيم العلاجات النفسية إلى مجموعتين كبيرتين :
أولا _ العلاجات النفسية الفردية ، حيث يكون للمريض الواحد معالج واحد يتولى أمره ويرعاه طيلة فترة العلاج .
ثانيا _  العلاجات النفسية الجماعية ، حيث يتولى معالج واحد ( أو اثنان احيانا) معالجة ورعاية مجموعة من المرضى يتراوح عددهم من 7 إلى 12 وإلى 20، واحيانا إلى 250 مريضاً . وفي هذه الحالة يكون اسلوب العلاج النفسي بإحدى زاويتين : 
أ _ أما أن المعالج النفسي يلاحظ ويتتبع الفرد الواحد أثناء وجوده بين الجماعة .
ب _ أو أنه يلاحظ ويتتبع تطور المجموعة ككل من خلال تجمع عدة أفراد ..
ومن مزايا العلاج النفسي الفردي أنه عميق التحليل ، نافذة في حياة الفرد ، ومتفرغ له ، وتكون شخصية وانفعالات المريض غير مبعثرة أو مخففة من قبل الجماعة . لكن هذا النوع من العلاج غالي التكاليف وطويل الأمد عادة ويتطلب مواصفات أكثر صعوبة ...
ومن مزايا العلاج النفسي الجماعي أنه يقتصد في الطاقة البشرية لعلاجه مجموعة أشخاص مرة واحدة ، ولأنه أقل كلفة من الناحية المادية للمريض الواحد. ويستطيع المعالج دراسة السلوك الفردي في إطار الجماعة التي تضخم وتبرز معالم العصاب والصراع من خلال الحماس الجماعي ، ويحتمل أنها تعجل في تغيير سلوك الفرد كما تكشف شعوره تجاه المعالج الذي يمثل الأبوين _ أي السلطة .
من هو المعالج النفسي ؟

من هو المعالج النفسي ؟

المعالج النفسي لا يشترط فيه أن يكون طبيباً ، بل أي شخص حصل على دراسة أولية جامعية في علم النفس العام والاجتماع وعلم النفس المرضي السريري ، تم تخصص في فن العلاج النفسي إضافة إلى كل ذلك . وقد يكون المعالج النفسي بالاصل طبيباً نفسياً ومتخصصا في فن العلاج النفسي كذلك ... ، لذا فالعلاج النفسي دراسة متخصصة لفنون وأساليب إدارة المناهج العلاجية ، أما المؤهلات الأولية الأساسية فهي إما الطب النفسي ، أو علوم النفس والتربية والاجتماع .
ومن المفيد أن نضيف أن التخصص في الطب النفسي يتطلب دراسة الطب أولا ، أما التخصص في العلاج النفسي فلا يتطلب ذلك . إلا أن المعالج النفسي لا يستطيع ممارسة الطب النفسي لأن ممارسته تستدعي غالبا القيام بالفحص الطبي واستخدام علاجات اخرى_ من عقاقير وغيرها _ أما الطبيب النفسي فإنه يمكن أن يكون معالجا نفسياً كذلك إذا تلقى التدريب الخاص في أنواع أو أكثر من العلاجات النفسية . ولا يمكن القول إن الطبيب النفسي هو أقدر من المعالج النفسي ( غير الطبيب ) ، لأن القدرة تتعلق بالموهبة والرغبة والمهارة والصفات الشخصية ، وكلاهما _ أي الطبيب النفسي والمعالج النفسي _ يشكلان فريقاً متعاونا ومتكاملا في كثير من الأحيان.

الأسس ‏العلمية ‏للعلاج ‏النفسي


  العلاج النفسي يجب أن يستند على"مدرسة" أو نظرية في علم النفس وتفسير السلوك البشري.
وسنجد أن بعض العلاجات النفسية تبدو وكأنها أصيلة ونابعة من ذاتها .. ، إلا أن المنطق يحتم وجود "ايديولوجية" ونظرية خلفها أو بين ثناياها مهما ضؤلت . والحقيقة أن العلاجات النفسية الاولى كانت نابعة من مدارس علم النفس المعروفة، إلا أن ضغط التطورات الاجتماعية السريعة وقلة المعالجين النفسيين وازدياد الوعي والمشاكل النفسية للأزمات الحضارية، وموجة الحركات الاجتماعية في المجتمعات الغربية أدت إلى ظهور أساليب جديدة في العلاج النفسي وإلى ظهور مسميات جديدة لها بحيث نلمس تطورا سريعا وتغيرا ملحوظاً ما بين عامي 1960 و1980 مثلا _ وهي فترة قصيرة جداً.

       وما يهمنا في هذا الخصوص هو أن المرض النفسي لا يزال معضلة فكرية وعلمية وفلسفية قيد البحث والتنقيب والجدل ، وما يتفق عليه الجميع أن المرض النفسي يمتاز ب : «القلق الدائم أو الاضطراب الفكري » والشعور بعدم الرضى أو الاستقرار أو الأمان ... ، وبسلوك لا يرضي الذات أو لا يرضي الآخرين ، وأنه ينتج عن أزمات وصراعات تتعلق بنشأة الإنسان وتطوره وتربيته أثناء طفولته ... ، أو بمشاكل وعقبات وتجارب تواجهه في حياته الحاضرة لا يتمكن من معالجتها بكفاءة ، فتؤدي به إلى سلوك غير طبيعي بالنسبة لمجتمعه وثقافته المحلية . 
    ولا شك أن الطفولة التعيسة ، المضطربة ، المهددة ... ، والتربية الخاطئة في البيت والعادات السيئة الأولية ، والتوجيه الجنسي والعاطفي والفكري المضطرب أو القياسي أو الجاهل ... ، ثم التجارب العنيفة التي تبرز خلال ذلك .... ، لها الحصة الكبيرة في التمهيد للوقوع في مشاكل وأزمات وعواصف المستقبل النفسية .

    لكن كل مدرسة نفسية تركز اهتمامها على ناحية أو بضع نواح من تلك العوامل والمؤثرات وتهمل _ أو تغض النظر _ عن الأخرى . فلكل مدرسة نظرية في العقل والإدراك والاحساس والسلوك والحياة ودور الإنسان فيه ، وعلاجها النفسي مستمد من تلك النظرة التي لا نزال نعتبرها علميا «نظرية» وليست قانوناً ثابتاً.

ومن المفيد أن نذكر أن ليس جميع مدارس علم النفس المعاصرة لها أساليب علمية في العلاج النفسي، كما أن ليس كل علاج نفسي يستمد أصوله من مدرسة معينة واحدة ، .... أو لا يستند إلى أية نظرية سابقة عدا نظريته في العلاج ذاته . إلا أن ما يجمع العلاجات النفسية أنها تبحث عن مسببات المرض النفسي في الفرد أو الجماعة أو المحيط ، وتعالجه باسلوب علمي _ أخلاقي _ إنساني يخلو من الدجل والخرافة ويرفض العنف والقسوة كما كان يجري في أوروبا في العصور المظلمة.

     ومما يساعدنا على تفهم هذه الجوانب أن نذكر نموذجا لنظرية في علم النفس تصلح أن تقاس عليها النظريات الأخرى وكذا العلاجات النفسية المشتقة منها . ومن الأمانة أن يكون المثال جامعا لما اتفقت عليه معظم النظريات النفسية الحديثة ، علما أن معظم ما ظهر بعد نظرية فرويد هو « إما اشتقاق أو تهميش أو تفصيل أو تماس أو تحوير لنظرية فرويد كما يذكر العالم النفسي ( كوفيل ) . هذا النموذج العام هو : 
1 _ أن المرض النفسي « قلق الذات » تجاه صراعات داخلية أو خارجية لم تستطع معه شخصية الإنسان معالجتها موازنتها بالصورة الكفيلة بالسعادة والارتياح . وعند فرويد أن قلق الذات نابع من قلق طفولي أساساً .
2 _ أن الشخصية هي حاصل التفاعل بين التكوين العضوي البيولوجي للإنسان ونفسيته  المتطورة ، وعوامل الثقافة المحلية والبيئية التي ينشأ فيها . أما مدى قوة عامل بالنسبة إلى آخر فيتوقف على مدرسة علم النفس واديولوجيتها .
     3 _  أن الشخصية الإنسانية في تطور حيوي مستمر وهي ليست ثابتة جامدة . 
   4 _ أن تجارب الطفولة في الخمس سنوات الاولى على الخصوص وطبيعة علاقته مع والديه لها الأثر الحاسم في تكوين الشخصية . ويركز فرويد على الغرائز الجنسية والتربية المتعلقة بها كناحية حساسة في حياة الطفل . فالازمات والصراعات التي تنشأ أولا في الطفولة تحدد سلوك الإنسان البالغ بعدئذ فتصبغه بلونها . 

    5 _ إن حيوية وفعالية الشخصية تعمل في شتى المستويات الشعورية واللاشعورية ، ولكن في نظر فرويد ، فإن اللاشعور يلعب دوره الفعال والمستمر في الثاتير على السلوك الواعي (الشعوري) بسبب الكبت . والكبت هو سحب للذكريات والتجارب الأليمة والصعبة إلى مستوى النسيان الوقتي ، لكن الكبت يستمر على نشاطه وتأثيره في السلوك لأنه غير معدوم بل مستمر وفعال.

   6 _ إن الأحداث والتجارب التي يمر بها الإنسان _ وفي أية مرحلة من عمره _ قد تؤدي إلى حدوث المرض النفسي ، ولكن بنظر فرويد ، فإن المكبوت من تجارب الماضي يعمل على تحوير وتغيير نوعية استجابة ذلك الشخص الى الحدث والمشكلة الحاضرة .

  وكل ما ذكرناه ينطبق على مجموعة أمراض العصاب والشدود الجنسي والاضطرابات السلوكية لدى الأحداث والمنحرفين والمدمنين ، وعلى الأسر المفككة والزيجات المزعزعة المريضة . أما مجموعة الأمراض الذهانية التي هي أمراض جنونية كالشيزوفرينيا والهوس الدوري ، فإن الاعتقاد السائد الآن بأنها ليست نفسية المنشأ بصورة نقية بل إن عوامل وراثية وتغيرات كيميائية غامضة داخل الدماغ واستعداد عضوي في الجهاز العصبي تتدخل في ظهورها . 

العلاج النفسي ‏..... ‏والتحليل ‏النفسي


لعل من الضروري رفع التباس وغموض يقع فيه الكثيرون وهو اعتبار العلاج النفسي مماثلاً للتحليل النفسي ، وهذا غير صحيح . فالتحليل النفسي psychoanalysis  ارتبط تاريخياً وعلميا باسلوب ومنهج (فرويد) وجماعته في العلاج النفسي _ اي اسلوب الكشف عن مكنونات اللاشعور بالتحليل النفسي. فالتحليل النفسي الفرويدي يستند أساساً على نظرية وجود "اللاشعور" unconscious وعلى وجود "الكبت" repression ، وعلى نظرية "الجنسية الطفولية"  infantile sexuality  .. ، فهو إذن الوسيلة العلاجية الخاصة بمدرسة فرويد والتي تهدف إلى إظهار المكبوت من النوازع والاتجاهات تدريجياً بالتحليل الحر _ كما سنشرحه بعدئذ _ . وبما أن جماعة فرويد وكذلك زميله العلامة (يونج) كانوا متفقين على أهمية اللاشعور وعنصر الكبت في إحداث المرض النفسي ، فإن التحليل النفسي كان من نصيب نظريتي فرويد ويونج . وبما أن يونج اختلف بعدئذ مع فرويد واختط لنفسه تفسيرات واضافات أخرى للكبت واللاشعور ودرجاته ، فإن طريقته في التحليل النفسي اختلفت بعض الشيء عن طريقة فرويد. لذلك أصبح من المتعارف عليه الآن أن (التحليل النفسي للاعماق) هو نفسه التحليل النفسي الفرويدي depth psychoanalysis .
أما التحليل النفسي بطريقة يونج فقد دعي ب "العلاج النفسي التحليلي" analytic paychotherapy أما (ادلر) عضو الثالوث القديم (فرويد _ يونج _ادلر ) ، فلأنه قلل وصغر من شأن اللاشعور واعتمد على الشعور ونظرية عقدة النقص ، فإن أسلوبه في التحليل النفسي اطلق عليه "العلاج النفسي الادلري" .
واختصارا نقول ، إن "العلاج النفسي" يشمل كل أنواع العلاجات النفسية ، أما " التحليل النفسي "  فهو جزء منه وأحد فروعه ، ويختص بالاعماق وبنظرية فرويد

‏العلاج النفسي



 انواعه  , اساليبه ,مدارسه.  
   الطب النفسي ... والعلاج النفسي 

الطب النفسي   psychiatry  اختصاص طبي يهدف الى دراسة وتشخيص وعلاج الامراض النفسية والعقلية . اما العلاج النفسي فهو جزء من العلاجات المختلفة والمتبعة في الطب النفسي , وهي ثلاثة انواع رئيسية  :

  1.  العلاجات  النفسية  psychotherapy 
  2. العلاجات الطبية (الجسمية  somatic therapy  )     
  3.  العلاجات الاجتماعية (والتاهيلية  social therapy)

فالعلاجات الجسمية, هي التي تستخدم وسائل طبية (مادية ) للتاثير في الجهاز العصبي والدماغ لتشفيه من الاضطرابات النفسية التي يعانيها , كاستعمال العقاقير المهدئة او المنشطة او طاردة  الكآبة , او استعمال العلاج الكهربائي او جراحة المخ . فهي اذن وسائل مادية تهدف الى احداث تغيير نفساني بعدئذ ..

     والعلاجات التاهيلية _ الاجتماعية , هي اجراءات اجتماعية وخدمية تقوم بها هيئات ومؤسسات اجتماعية تستخدم الباحثين الاجتماعيين والممرضات  والمربيات والخبراء الذين يدرسون حالة المريض الاجتماعية والمهنية والمعاشية ويحاولون تيسير ضمانها وسهولتها وتمهيدها مجهودات العلاجات الاخرى لكي تتم العلقات العلاجية وتستكمل اطارها ونسقها الاخير باعداد الفرد المصاب للمواءمة  والرجوع الى دوره الاجتماعي والمهني بالصورة الاكفأ والانسب , او رعايته ومحاولة الاستفادة منه كفرد نافع لمجتمعه , مثال ذلك :  مؤسسات ومعاهد لرعاية الصم والبكم والخلفين عقليا ومضطربي السلوك ...  , والعجزة والمعوقين .. وكذلك دور الرعاية ووحدات البحث الاجتماعي في اقسام الطب النفسي  والمحاكم الشرعية  ومحاكم الاطفال الجانحين .., ومعاهد وورشات التاهيل المهني .

     اما العلاج النفسي _ وهو موضوعنا _ فهو ليس بالعلاج الطبي الصرف , ولا بالاجتماعي الصرف , من حيث انه لا يلجأ الى استخدام اي مادة او الة او جهاز عدا الة الكلام والحديث والحوار , ولا يستخدم الجوانب الاجتماعية الا من طرف غير مباشر , لانه يتعامل مع الفرد من زاوية اضطرابه الذاتي وشعوره بعدم التوفيق والكفاءة , واعادة نظرة الانسان الى ذاته ودنياه واحساسه بهما الى المستوى المقبول الذي يرضي الذات ولا يؤذي او يؤلم الاخرين  , ولا يربك دور الفرد وواجباته اتجاه نفسه او غيره او مجتمعه.

 العلاج النفسي 

..... فالخاصية الأساسية في العلاج النفسي أن محوره الكلام وجوهره استخدام العلاقة الإنسانية الوجدانية بين المعالج النفسي والمريض كجهاز علاجي دون وساطة مادية أخرى ، بل بالاعتماد على الأسس العلمية _ الفلسفية لنظريات السلوك وعلم النفس الحديث، وبالاستعانة بعلوم الاجتماع والانسانيات والانثروبولوجيا .

والعلاج النفسي فن ، ومنهج ، وأسلوب ، وصنعة... لا يتقنها إلا المتخصص في فن العلاج النفسي. والعلاج النفسي ليس أسلوبا واحداً أو منهجاً معيناً بحد ذاته، لأنه يتكون من مجموعة أساليب ومناهج مختلفة _ متقاربة أو متباعدة _  لا تجمعها إلا الصفات العامة التالية :

أ _ أنها جميعاً تعتمد على شيء من الحوار والتبادل الفكري ، مهما قل أو كثر .

ب_ أنها جميعها تعتمد على درجة معينة _ سطحية أو عميقة _ من العلاقة الإنسانية بين المعالج و المريض ، مستخدمة الارتباط العاطفي بينهما.

ج _  أنها جميعاً تهدف إلى مساعدة الإنسان المريض نفسياً لإدراك ذاته وقابلياته بما يكفي للعودة إلى الحالة الطبيعية .

د _ إن المريض عندما يعبر عن نفسه بحرية (بما فيها من سلبيات و ثغرات ) ، لا يشعر وكأنه "يعترف" أمام محقق أو قاض أو رجل دين ، ولا يخجل أو يتحرج لكونه سيتوقع تأنيبا أو حكماً أو قرارا من معالجه ... بل إنه يتصرف ويتكلم بضمانات وأخلاقيات العلاج النفسي.

لذا يمكن تعريف العلاج النفسي بما يلي :

العلاج النفسي هو استخدام علمي لنظريات علم النفس الحديثة وتطبيقها لتغيير سلوك الفرد وأسلوب تعامله مع العالم الخارجي وشعوره تجاه ذاته ،بما يحقق له وللاخرين من علاقات أكثر انسجاماً وراحة، ودون اللجوء إلى وسائل جسمية أو قسرية ، وبجو من الحرية التامة.


 

 

 

 

 


اشعارات
اهلا بك اخى الكريم فى مدونة مقالات .
ان كنت من المهتمين بكل جديد حول ما نقدمه من معلومات موثوقة يمكنك الاشترك فى مدونة مقالات حتى تكون اول المستفيدين من مقالاتنا.
=================================
وان كان لديك اى اسئله او اقتراحات يمكنك التواصل معنا عبر مواقع التواصل الاجتماعى اسفل الرساله وسوف نقوم بالرد فى اسرع وقت .
شكرا على المتابعه .

حسنا