بين أعمق واطول العلاجات النفسية ( وهو التحليل النفسي الفرويدي ) .. إلى أكثرها سرعة وسطحية ، نجد انوعا متعددة لأساليب العلاج النفسي ، سنعددها جميعاً . أما الزيارة أو الجلسة الواحدة _ أو بضع جلسات _ التي تجرى مع الطبيب النفسي في عيادته ، كما نعرفها في المغرب والبلاد العربية عامة ، فلا تعتبر علاجا نفسياً بالمعنى العلمي الصحيح ، بل إنها " استشارة " خاطفة أو عابرة لا تخلو من فائدة ولكنها ليست بعمق ومدى العلاج النفسي.
وللسهولة ، يمكن تقسيم العلاجات النفسية إلى مجموعتين كبيرتين :
أولا _ العلاجات النفسية الفردية ، حيث يكون للمريض الواحد معالج واحد يتولى أمره ويرعاه طيلة فترة العلاج .
ثانيا _ العلاجات النفسية الجماعية ، حيث يتولى معالج واحد ( أو اثنان احيانا) معالجة ورعاية مجموعة من المرضى يتراوح عددهم من 7 إلى 12 وإلى 20، واحيانا إلى 250 مريضاً . وفي هذه الحالة يكون اسلوب العلاج النفسي بإحدى زاويتين :
أ _ أما أن المعالج النفسي يلاحظ ويتتبع الفرد الواحد أثناء وجوده بين الجماعة .
ب _ أو أنه يلاحظ ويتتبع تطور المجموعة ككل من خلال تجمع عدة أفراد ..
ومن مزايا العلاج النفسي الفردي أنه عميق التحليل ، نافذة في حياة الفرد ، ومتفرغ له ، وتكون شخصية وانفعالات المريض غير مبعثرة أو مخففة من قبل الجماعة . لكن هذا النوع من العلاج غالي التكاليف وطويل الأمد عادة ويتطلب مواصفات أكثر صعوبة ...
ومن مزايا العلاج النفسي الجماعي أنه يقتصد في الطاقة البشرية لعلاجه مجموعة أشخاص مرة واحدة ، ولأنه أقل كلفة من الناحية المادية للمريض الواحد. ويستطيع المعالج دراسة السلوك الفردي في إطار الجماعة التي تضخم وتبرز معالم العصاب والصراع من خلال الحماس الجماعي ، ويحتمل أنها تعجل في تغيير سلوك الفرد كما تكشف شعوره تجاه المعالج الذي يمثل الأبوين _ أي السلطة .