رواية تسرد لنا احداث حقيقية مؤلمة عن طفلة صغيرة تعرضت لاكثر انواع التعذيب رعبا , كتاب يبرز لنا ما تتحلى به الكاتبة من ايمان قوي بالحياة , على الرغم من الظلم الكبير الذي تعرضت له .....
تدور احداث الرواية حول الكاتبة والتي تروي سيرتها الذاتية من خلال سرد احداث قصتها مع العنف المنزلي من طرف والديها والاعتداء الجسدي والجنسي من قبل ابيها لمدة 8 سنوات .
توني ماغواير الطفلة الوحيدة لذى ابويها تبلغ من العمر 3 سنوات وامها تنحدر من اصول انجليزية خالصة بينما الاب من اسرة ايرلندية هذا الاخير قضى في الجيش بعد نهاية الحرب . ولم يكن يزورهم كثيرا ... وبعد ذلك اعلن ابيها قرار الرجوع اليهم , كان الاب مدمن على الكحول ويبدد امواله في القمار فاضطرت الام على ان تعمل وتهتم بالبيت .. لكن سرعان مانهار حماسها واشتدت عليها ظروف الحياة , فقرر الاب بان ينتقلو الى ايرلندا الشمالية وهناك سكنوا ببيت جد الطفلة اولا لفترة قصيرة , هناك قامت امها بتسجيلها بالمدرسة التي تبعد البيت مسافة نصف ساعة سيرا على الاقدام فتعرفت توني على فتاة شقراء تدعى جيني واصبحتا صديقتين ..بعد اسبوعين حان وقت المغادرة الى بيتهم الجديد والصغير والذي يجاوره كوخان على وشك السقوط ... كانت توني متحمسة على اكتشاف العالم الجديد وبدأت بالتجول حول البيت , بينما كانت واقفة للحظة كي تشاهد احد الحقول سمعت ابيها ينادي اين انت يا انطوانيت ؟ فالتفتت اليه توني وراحت نحوه تجري فرحة , لكنه كان رجل ممتقع فظ وعيناه تقدحان شرا .. احكم القبض على رقبتها بعنف وجذبها اليه وفعل فعلته الشنيعة فاحست الطفلة بالم كبير وفقدت وعيها ولما صحت بكيت كثيرا لكنه لم يصغ اليها .. بعد ذلك قال لها هكذا ستتعلمين بان لا تخرجي للتنزه ابدا اصعدي الى امك الان ,
كانت تعلم ان امها سمعت نواحها لكنها لم تقل شيئا . بعد عام من تلك الحادثة وجدت نفسها وحيدة مع ابيها في البيت قال لها تعالي يا انطوانيت الم تشتاقي الى ابيك ؟ من عطشها لعطفه ذهبت اليه .... مضى يلعب بشعر إبنته تم اصبحت يده تنزل الى الأسفل ، فاعاد فعلته مرة أخرى وبعدما انتهى قال لها لاتخبري امك يا انطوانيت ... لكنها اخبرتها لانها كانت تثق في حبها ، وبذلك ستطلب منه الا يكرر جريمته تلك.. لكن الأم لم تفعل شيء ومنذ تلك اللحظة فقدت الطفلة الاحساس بالامان الى نهاية العمر ، حل شهر سبتمبر في اول يوم من العام الدراسي في مدرستها الجديدة ، بقي على عيد ميلادها السابع اياما قليلة فقط ... في إحدى الليالي عندما جاء اب انطوانيت من العمل دخلت أمها لتحضير العشاء ، في ذلك الأثناء كانت انطوانيت جالسة مع أبيها بحجة طلب السماح منها على تلك الصفعة ، تقرب منها و صار يداعب جسمها و شفتيها ثم قبلها على شفتيها ؛ لم ترتاح انطوانيت بهذا الحال و اخبرت أمها بكل ما حدث لها مع أبيها ، لم تصدقها و صرخت بوجهها قائلة ” لا تفتري على والدك ” . غضبت انطوانيت لأنها لم تصدقها.
بعد مرور ايام سجلت انطوانيت في المدرسة ، كانت أياما سعيدة بالنسبة لها تحظى بالاهتمام الكامل من أمها. كل يوم في طريقها للمدرسة تمر على بائعة شعبية ، أصبحت صديقتها ، اعطتها هذه البائعة ماعز و دجاجة ، ربتهما في حديقة منزلها.
في عيد ميلاد انطوانيت السابع ذهبت للاحتفال به مع عائلة والدها ، كانت سعيدة جدا. بعدما انتهت الحفلة عادت مع والديها للبيت. اقترح الأب أن يذهب مع ابنته في نزهة ، ذهبا بالسيارة بعيدا عن المنزل و اغتصبها بعد الانتهاء قال لها “لا تخبري ماما ، دعي الأمر سرا بيننا” . لم تخبر أمها بما وقع لها لأنها لن تصدقها . كل مرة يقول لها هيا نخرج في نزهة و سوف أعطيك الحلويات، تحاول التهرب لكن أمها تصر عليها للذهاب معه. ظل الأمر يتكرر لمدة طويلة . انتقلوا لمنزل آخر مجددا ، ابتعدوا عن منزل جدها كثيرا ، ابتعدت انطوانيت عن صديقتها صاحبة المتجر الشعبي .
كانت انطوانيت متفوقة في دراستها و تحرض دائما على الحصول على المرتبة الأولى . كبرت انطوانيت و جاءتها الدورة الشهرية ، رغم علم أبيها بالموضوع لم يكف عن اغتصابها. خدعة الحلويات لم تعد تعطي جدوى ، صار يضربها و يهددها بأنه سيخبر أمها بأنها هي من كانت تطلب منه ذلك. لم يكن خيارا أمامها غير الموافقة ، لأنها كانت تعلم مدى حب أمها لأبيها و أنها سوف تصدقه.
بعد وقت طويل بدأت انطوانيت تحس بالدوار و الرغبة في القئ و جسمها ثقيل عليها ، هذا الشعور تكرر معها مرات عدة. في إحدى الأيام بعد الانتهاء من دوامها في المدرسة ذهبت إلى مستشفى الحي ، بعدما فحصها الطبيب سألها هل انت بالغة و متى اخر مرة جاءتك الدورة الشهرية ، اكتشفت انطوانيت انها لم تأتيها الدورة الشهرية منذ ثلاثة أشهر. سألها هل قمت بالجماع مع أحد ، أخبرته باحراج بعد أن قال لها أنها حامل أن اباها اغتصبها. بعد مغادرتها المستشفى اتصل الطبيب بوالدتها و أخبرها بكل شيء ، سألتها أمها هل هذا صحيح فاخبرتها انطوانيت بكل شيء. اخدتها والدتها لإجهاض الجنين ثم ارجعتها للمنزل. تدهورت صحة انطوانيت فاتصلت الأم بالطبيب و اخدوها للمستشفى بعيدا عن المدينة . لم تعرف انطوانيت ما حدث لها لأنها فقدت الوعي ، بعدما استيقظت وجدت ممرضة عند رأسها ، تعاملت معها باحتقار كأنها بنت رخيصة . بعدها جاءت عندها طبيبة مهذبة و اخبرتها أن الطبيب الذي أجرى لها عملية إجهاض في المستشفى ، فعلها بطريقة غير عملية لذلك اضطروا لاستئصال الرحم. بعد سماعها لهذا الكلام تدمرت أحلامها و شعرت باليأس . خرجت انطوانيت من المستشفى و الطبيب بلغ الشرطة لاعتقال الأب. الكل صار ينظر لانطوانيت نظرة احتقار كأنها السبب في كل شيء.
انتقلت انطوانيت و أمها من المنزل ، وجدت انطوانيت عمل كمربية عند إحدى العائلات ، كذبت عليهم في اسمها و عائلتها و ظلت تسكن معهم في المنزل ؛ لأن أمها كانت تتجاهلها و لم تستطيع تحمل تلك المعاملة . لكن ، بعدما عرفوا حقيقة هويتها طردوها من العمل. سرعان ما وجدت عمل آخر ، نادلة في المقهى دخلها كان جيدا بفضل البقشيش الذي يقدمه لها الزبائن . استأجرت منزلا جديدا ، و رتبته بالطريقة التي كانت تحلم بها والدتها . علاقتها مع أمها عادت كما كانت في انجلترا و المياه عادت إلى مجاريها. مرت فترة طويلة، في إحدى الأيام عندما عادت انطوانيت للمنزل وجدت أبيها و أمها جالسين في وسط الدار يضحكان مع بعضهما ، رأت في وجه أمها فرحة لم تراها منذ مدة طويلة . عندئذ علمت أن أمها كانت تملأ بها الفراغ الذي تركه أبيها فقط.
عادت بالأحداث إلى دار المسنين حيث موجودة أمها ، كانت أمها تحتضر فاتصلت انطوانيت بابيها للمجيء عند أمها و التسامح معها . لكنه كان سكران و لم يبالي بالأمر . في الصباح كان موجودا في الجنازة . شعور توني ذلك الوقت كان هو خيبة الأمل . الشخص الذي طول عمرها كانت تكن له الحب وضحت بابنتها من أجله، لم يكثرت لها هل هي حية أو ميتة .
======================================
الجزء الثاني رواية اتركوا بابا يعود
